كاتب وممثل ومقدم برامج متعدد المواهب
طارق سويد: وضع الدراما اللبنانية أفضل آخر تحديث:الاثنين ,03/09/2012
دمشق - لينا سكيف:
فنان شامل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . . يملك موهبة الكتابة، التمثيل والتقديم . . ناجح في عمله ويطور نفسه باستمرار . . بسيط، هادئ، صريح، لا يعرف الكره أو الحقد، يحب الاختلاء بنفسه كثيراً . . الفنان والكاتب والمقدم طارق سويد التقته “الخليج” في حوار خاص تطرقت فيه إلى آخر أعماله ووجهات نظره في الأمور الفنية التي تحتل الساحة اليوم . .
كيف قررت كتابة أول مسلسل درامي لك؟
كتبت أول مسلسل لي مصادفة، حيث إنني كنت قد انقطعت عن الكتابة لفترة، وكنوع من التسلية ولتعبئة الفراغ عدت إلى الكتابة، ولم أكن أعتقد أبداً أنه سيأتي يوم وأبيع المسلسل لشركة إنتاج، ويتم شراؤه من قبل شاشة لبنانية مميزة .
من دعمك في مسيرتك الفنية؟
لا أحد يدعم أحداً في هذا المجال، لكن هنالك أشخاصاً وثقوا بموهبتي، والفضل بما أنا عليه اليوم يرجع إلى إدارة قناة Otv، وطبعاً أتكلم على صعيد الشهرة والإعلام .
خمسة مسلسلات درامية في رصيدك، من أين تستوحي قصص وشخصيات أعمالك؟
هنالك الكثير من الشخصيات أكتبها وأنا أفكر في أشخاص أعرفهم أو مروا بحياتي، وبالتالي أركّب الشخصية بناءً على صفات سلبية وإيجابية أجدها في بعض الناس في الحياة، أما تركيبة القصص فهي من نسج الخيال، ولا أدع لخيالي أن يذهب إلى مكان غير منطقي، لذلك يجب أن يكون الخيال يمس المشاهد أولاً وأخيراً، ومن الممكن أن يحدث في كل بيت حتى يتعلق المشاهد بالقصة .
من هم في رأيك أهم المخرجين في لبنان؟
كثر هم المخرجون المهمون في لبنان، وأنا لست في موقع تقييم لهم، إنما أكتفي بالقول إن في لبنان مخرجين تعجبني أعمالهم أكثر من أعمال كثير من المخرجين العرب الذين لهم شهرة في العالم العربي، فأنا أحب إخراج سمير حبشي كثيراً، وجو فاضل الذي أخرج لي مسلسل من “كل قلبي”، وأعطاني نتيجة أجمل بكثير من المكتوب في النص، وأيضاً فيليب أسمر مميز بإخراجه، وكثيرون غيرهم .
وماذا عن مخرجي العالم العربي؟
أحب أعمال نجدت أنزور وأحلم أن أتعامل معه يوماً، كما أنني أتابع كل عمل يحمل توقيعه .
كاتب . . وممثل . . ومقدم برامج، هل يمكن أن نراك مخرجاً يوماً؟
من الصعب أن أكون مخرجاً . . . رغم أني درست الإخراج المسرحي، إنما لا أجد نفسي كمخرج تلفزيوني قادر على تقديم شيء جديد؛ الإخراج يحتاج إلى شخص يعشقه ويبدع فيه حتى يستطيع إيصال النص بطريقة مميزة .
برأيك هل للدراما وظيفة في إعطاء الحلول للمشكلات التي تطرحها؟
ليس بالضرورة . . فالناس ملوا من الوعظ، والدراما تسلط الضوء على الواقع الذي نعيشه، على أمل تحسين كل المجتمع والدولة والشعب، إنما مجرد الإضاءة على الشخصيات الموجودة في النص يتم تجاهلها (المشكلة)، أو التغطية عليها لسبب ما .
لماذا هنالك شح في المسلسلات اللبنانية؟ وما مشكلة الدراما في لبنان؟
لا أرى شحاً في الإنتاج الدرامي اللبناني، خاصة في الأعوام الأخيرة، كما أنه لا توجد قناة لبنانية ليس لديها عمل درامي لبناني يعرض من خلالها؛ بشكل عام أنا متفائل . . وأرى أن الوضع أفضل من ذي قبل، “بيكفي أنو ال LBC أطلقت شاشة خاصة بالدراما، وبالتالي الدراما بلبنان عم تتقدم” .
أي نوع من الدراما العربية يلفت نظرك؟
للصراحة أعترف بأنني مقصر بالموضوع، وليس عندي الوقت لأتابع الكثير، لكن أتابع الدراما اللبنانية مؤكداً، وأحب الأعمال السورية كثيراً، ويلفتني أداء الممثلين السوريين .
مسلسل تابعته وأحببت فكرته والموضوعات المطروحة فيه؟
مسلسل “الولادة من الخاصرة” في جزئيه الأول والثاني و”ساعات الجمر” أحببته كثيراً، لأن النص رائع والتمثيل ممتاز، أما في ما يخص الأعمال اللبنانية فأنا متعصب للبنانيتي، وأحاول أن أرى الإيجابيات في الأعمال اللبنانية قبل أن أرى السلبيات، فأفعل عكس ما يفعله غيري .
لماذا للوسط الفني سمعة سيئة في أغلب الدول العربية؟ ما هو السبب من وجهة نظرك؟
الوسط الفني “علني” وواضح وصريح وتحت الضوء، وبالتالي كل شيء يصبح معروفاً لدى الجمهور (عن الفنان)، رغم أن كثيراً من الأمور تكون مجرد شائعات، كما أنني تأكدت بعد دخولي المجال . . أن المقولة القائلة “ما في دخان من دون نار” هي خاطئة، لأنه في أغلب الأوقات يوجد دخان من دون أي نار . . أما جميع ما يحصل ونسمعه عن الوسط الفني فيحصل أيضاً في الشركات والمؤسسات . . لكن لا ندري به، لأنه ليس تحت الضوء، ولا أنكر أن هنالك أشخاصاً يستعملون الفن كغطاء للوصول إلى أماكن أخرى . . لكنهم قلائل وليسوا كثراً بقدر ما نسمع بتصوري .
ما رأيك في الأعمال الدرامية المشتركة بين الدول العربية؟
من الممكن أن تكون ناجحة . . . كما حصل في مسلسل “روبي”، وبالتالي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة بكافة أنحاء الدول العربية، ومن الممكن أن تكون ليست بمكانها وتؤذي العمل .
الإعلامي طوني خليفة قال: “لماذا يوصل مخرج سوري الممثلين اللبنانيين إلى العالمية . . ولا يفعلها مخرج لبناني؟” ما تعليقك على هذا؟
الإنتاج والمال الذي يصرف في لبنان على الدراما والفن السابع هو مبادرات أفراد من منتجين يحبون هذا المجال، وليس مثل باقي الدول العربية، حيث يكون هنالك دعم من الدولة والنقابات وشركات كبرى للإنتاج .
بين الكتابة أو التمثيل، أو حتى التقديم، أيها الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
درست التمثيل . . وتخصصت كأستاذ لمادة المسرح في كلية التربية . . ومارست مهنة التعليم في الكثير من المدارس والجامعات المهمة في لبنان، إنما لم يعد التمثيل يرضي طموحي اليوم كالسابق، ربما لأن الجمهور أحبني في التقديم والإعداد . . وتعرفت إلى شخصيتي الحقيقية، خصوصاً أن جميع الأدوار التي لعبتها في التمثيل كانت أدواراً مركبة، وغالباً ما لعبت دور الشرير، وقبلت بأداء تلك الأدوار عن قناعة تامة لكي أشعر بأنني أمثل .
كيف دخلت عالم تقديم البرامج؟، وما الأمور التي اكتسبتها من خلال هذا المجال؟
دخلت عالم تقديم البرامج من باب الإعداد، وكنت أقوم بإعداد البرامج لبعض الزملاء من مقدمي برامج، وهذه موهبة أملكها وطورتها، ولم أتخصص بها أو أتعلمها من أحد . . وبما أن لدي القدرة على أن أقوم بإعداد حلقات لمقدمي برامج، فهذا يعني أني قادر على أن أعد برامج خاصة بي، وهكذا بدأت القصة . . فعرضت الفكرة على “شادي حنا” وشجعني على أن أطل على المشاهدين بشخصيتي دون أن أؤدي دور المذيع، وقال لي “إن الناس ملّوا من التصنع”، وكانت مخاطرة كبيرة أن ظهرت بشخصية طارق الإنسان . . على الشاشة، ولكن الحمدلله كانت النتيجة أنني كسبت محبة الناس، وشهرة كبيرة في مختلف الدول العربية .
جديدك في مجال التقديم؟
سوف أبتعد هذه الفترة عن محاورة النجوم، لأنني بعد أن قمت بمحاورة أكثر من 150 ضيفاً في برامجي السابقة، قررت أن أعود إلى الشاشة ببرنامج يكون للناس ولا يمكنني أن أتحدث عنه أكثر من ذلك الآن . .وأتمنى أن يتقبلني الجمهور فيه كما تقبلني في السابق محاوراً .
جديدك في مجال الكتابة؟
مسلسل درامي من ثلاثين حلقة بعنوان “أماليا” من إنتاج مروى غروب، وإخراج المبدع سمير حبشي . . أما في ما يخص الممثلين فلم نقرر بعد من هي الأسماء التي ستشارك في العمل، وأترك مهمة الإعلان أكثر عن الموضوع إلى الشركة المنتجة .
جديدك في التمثيل؟
لا أنوي التمثيل في الفترة الحاضرة، وقررت الابتعاد قليلاً كي أركز على برنامجي الجديد وأعطي وقتاً للكتابة، كما أنني تلقيت عرضاً للمشاركة في مسلسل لبناني جديد، لكني فضلت أن أبقى على قراري وأن أبتعد عن التمثيل في الوقت الراهن، “ما بدي أحمل أكتر من بطيخة بإيد وحدة، لحتى ما قصر بأعمالي التانية” .
أهم ممثل وممثلة في نظرك في لبنان؟
“ورد الخال” . . . أعشق أداءها التمثيلي . . وأحبها كإنسانة، وأتمنى أن يأتي يوم وأقوم بكتابة مسلسل خصيصاً لها، كما أحب نادين نسيم نجيم كثيراً، ويلفتني تمثيلها، والممثلة ماغي بو غصن التي تبدع في الدراما والكوميديا .
وأهم ممثل وممثلة في الوطن العربي؟
أحب أداء حنان الترك من مصر، وأحب قصي خولي، وشكران مرتجي من سوريا، وبالتأكيد “منى واصف”، وغيرهم .