وحيدة .. مثلي أنا ,, آه .. أنا ... وحيدة .. دون أن يراني ... .. .. ويعرف الشوق الذي أعتراني . .. .. ..
ودونما اهتمامِ ...
... تناول السكر من أمامي ...
.. ذوب في الفنجان قطعتين وفي دمي ذوب وردتين ..
.. لملمني ..
.. بعثرني ....
ذوبني ... آآه ... ذوبني .. ذوبني ..
( .. ألزمان , المكان ,, الذكريات ,, وسطوة العلاقات .. )
من المرثي لحال الحروف عجزها عن أستحضار ولو جزء من تلك الحالة الرائقة التي تعقبها مشاهدة لأحد ألاعمال السينمائية وقدرة الكاتب على وضع تلك الحالة أمام القارىء وأخضاعة الى ممارسة فعلية من الحنين والشوق وشبق العاطفة الذي أستحضره في نفسك العمل , وانغ كارا واي أثبت أن العمل السينمائي ليس مجرد تعبئة نصية للحروف والكلمات فأجهض رأس مال عمله وجعل من الحوارات مجرد عبارات عبثية أمام جبروت الصورة والقالب المرئي والذي خطف ألاذهان وأدخلنا في عالم من ألاحلام ...
في مزاج رائق للوله (الحب) لم يتوانى المخرج الصيني وانغ كارا واي من تقديم قصة بسيطة عن علاقة بين جارين متزوجيين يكتشفان ان أزواجهم يقومون بخيانتهم مع بعضهم البعض , تلك المأساة التي احدثتها الخيانة لسيد شان (توني لونغ شو ) والسيدة تشو (ماغي لونغ ) وأجتمع الشخصيتين على طاولة واحدة لنثر علامات التساؤل عن سبب الخيانة وطرح أفكارهم وجدليات مشاعرهم عن تلك الرثاء لحالهم جراء تلك الخيانة ,, ومن خلال تلك العلاقة التي بنيت في الاساس على سخرية القدر لأجتماع تلك الارواح التي تعاني من الحرمان والفقدان والغدر تحدث شرخ في روحهما وتبدأ ضربات المشاعر لتبني جسر تواصل بين الشخصيتان والتي تلوح بأفق ذو معالم رائعة الشاعرية , كارا وانغ راهن على بناء عملة من خلال المجون والحنين الذي تسردة الصورة فكنت تشهد في عدة مشاهد تركيز الكاميرا على تمايل جسد السيدة تشو في محاكاه لنقل الرغبة التي تعاث في نفسة السيد تشان ومزجها مع الموسيقى الرائعة لـِ شيغيرو أومباياشي وكانك تسمع دقات قلب السيد تشاو وهيا تتراقص مع ارداف خصر السيدة تشو في حالة تشبه ضربات أصابع العازف على مفاتيح البيانو فهي حالة تجمع مابين الشغف في أشد حالة والرغبة التي تنتهك حرمات النفس والتي تبيح بعزف الالحان لمزاج الفنان ..
في لوحة أخرى يقوم برسمها الصيني وانغ كارا ترك مساحة من المشاهد البطيئة لزوايا الأمكان التي تحيط بسيدة شان والسيد تشو وتركيزة الشديد على الساعات المعلقة على الجدران والمصابيح المضاءة بشكل خافت بصورة تعبر عن الازمان التي تضج بها عالم الشخصيتان فكانت تظهر الساعات في المشاهد التي تظهر في احد الشخصيتين الرئيسيتان دون وجود الاخر لدلالة على الاشتياق وثقل الزمن على نفس كل منهما عندما يتواجد بعيداً عن الاخر ومن جهه أخرى تشهد ان المشاهد التي تجمعهما معاً هيا لحظات تم سرقة من واقعهما الرثائي لذا تختفي الساعات من الأمكان التي يلتقيان فيها في صورة تبيح في توقف الزمن في لحظة لقاء المعشوقة , أما أستحضار المصابيح بتلك ألاناره الخافته في ظلمة تضُج بالمكان وخصيصاً في الشوارع والازقة الخالية تعبر عن ذالك النور الذي تفيض به تلك العلاقة على نفس وروح الشخصيتان فتلك العلاقة كانت بمثابة بصيص من النور في ظلمة نفسهما نظراً للمعاناة من تأمر زوجيهما عليهما , ولعل وانغ حاول بقدر ألامكان ان يخطف مجموعة من المشاهد بين الازقة والشوارع والغرف الضيقة في مساحة من الظلمة التي تكتنف تلك الأماكن ومساحة بسيطة من الاضاءة وارى ان تلك المشاهد كانت تعبر عن مداخل نفس كل من السيدة تشو والسيد شان وفكانت تلك المشاهد تبرز مدى الخوف والرهاب الذي يعتري تلك ألانفس من تلك القائات السرية بينهما ,,
في أحد المشاهد يقوم السيد شان بمراقبة السيدة تشو وأختلاس النظر على ماتفعلة في يومها , فتقوم السيدة تشو بدخول أحد المطاعم وتقوم بطلب أحد أنواع الماكولات الشعبية فيقوم السيد شان مسرعاً بعد خروجها لدخول المطعم وطلب ذات الطبق وتناوله بصورة بالغة الغزلية فكانت تتقافز في نفسي مئات الكلمات حول تلك الحالة التي طغت على معالم السيد شان ولم أجد مفهوم تطرح نفسي سوى (الوله) تلك المفارقة في جعل ابسط الجزيئات في التعلق وتقليد أبسط الامور المتعلقة بالمعشوق والتي تصبح فيما بعد جزء منك ومن هويتك الشخصية وافكارك الداخلية , وانغ كارا واي في مزاج رائق للوله حاول بقدر الامكان ان يغوص في اللذه والاّم التي يستحضره العشق في نفس الانسان فليس بيت القصيد العلاقة المعقدة بين السيد شان والسيدة تشو وأستحضار فكرة المؤامره على زوجيهما فكنت تلحظ مدى الضابيبه التي تعاث وجه زوج تشو وزوجة شان في عمليه تجعل من وجودهم أمر خارج اطار القصة مع ان العلاقة أسست على وازع غير اخلاقي وهو الخيانة فكنت تستشف الاخلاقية في لقائات الشخصيتين الرئيسيتان وكأن وانغ يلقي بثقلة على معنى العشق ويؤكد ان الحب مفهوم صافي نقي لاتندسه أي شوائب .. \
“المرايا المكسُوره تخيفني حين أُحّدق فيها؛ربما لأنها ترسم وجوهنا الحقيقيه من الداخل إنه زمن الأشياء المكسـورة.. (غادة السمان)
ولأن في مزاج رائق للحب هو عباره عن عمل مغلف برمزيات التي أطلق عنانها وانغ كارا من خلال الصورة فلابد الحديث عن الأبهار الذي طفى على العمل من خلال تلك الالوان التي فاض فيه العمل من خلال الملابس والديكورات والاثاث والتي ترسم تلك المفارقات والازدواجية التي تعاث كل من نفس الشخصيتان الرئيسيتان فهم يعيشان في حالة من الشغف والشوق والعشق السرمدي وبذات الوقت يغلفهم الخوف والبرود والضياع والتي جعلت من غرف والممرات ذات طابع مخملي مزركش بتطريزات والالوان بعكس بداية العمل التي طفى عليها اللون الاسود والملابس باهته اللون لأستعراض الانقلاب الواقع في نفسي كل من السيد شان والسيدة تشو قبل وبعد العلاقة ..
ذكرت ان اهم مايميز رثائية العلاقة بين الشخصيتان هو الواعز الاخلاقي الذي صوره الصيني وانغ كارا لي بالجدران التي كانت تحجز تلك النفوس وانتشار المرايا على تلك الجدران ومحاولة كلا الشخصيتان ان لاينظرا اليها في محاولة لأخفاء تلك الحقيقة من العلاقة وتدنيسها لعذرية انفسهم وعذوبة افكارهم والتي تدل على تأنيب ضمائرهم , والتي في النهاية تجعل استمرار العلاقة شيء مستحيل والامر الذي جعل السيدة تشو تختار الرحيل مع زوجها ورحيل السيد شان في خاتمة تحاكي القلوب العاشقة عندما يقوم السيد شان بزياره احد المناطق الأثرية وأختيار احد الشقوق في احد الاعمدة ليقوم بطرح تلك الاشواق والذكريات والشبق الذي يسكن جسده في لوحة تعبر عن المشاعر والاحاسيس التي اختنقت فيها روح السيد شان ولأن ماتمتلكه روحة من أفكار سر لايمكن ان يبيحها لأحد فيقوم بأفراغها في تلك الفجوة ليجعل من تلك العلاقة تسكن في ظلمة نفسة والتي مثلتها الفجوة .. (وطموحي ان أمشي ساعاتً معك ,, تحت المطر ,, عندما يسكنني الحزن ويبكيني الوتر ,.. )أيضاً جمعت الشخصيتان الرئيسيتان عدة مشاهد تحت الامطار والتي عبرت بشكل او اخر عن المشاعر والعواطف المكبوته في جسديهما والملاحظ ان وانغ جعل من القدرية لعبه تداعب معظم القائات بين الاثنان وكأنه المسار الذي تلعبه الاقدار فينا هو لامحال اما من صنعنا او صنع المصائر لربط الارواح معاً ..